10 - 05 - 2025

وجهة نظرى| حالنا الذى لايسر

وجهة نظرى| حالنا الذى لايسر

أن يمر رمضان دون أن تلبى أى دعوة للإفطار لأنك ببساطة تعجز عن "" ردها "".

ويأتى العيد فتعجز عن شراء ملابس جديدة تفرح الأولاد

يسألوك "حنسافر إمتى المصيف يابابا " فتحتج كذبا بأن ظروف شغلك لاتسمح وصعب الحصول على أجازة .

تقاطع الفرارجى والجزار وتصبح زبونا دائما للمجمعات الإستهلاكية متجاهلا تذمر أولادك ورفضهم قبول طعم لم يعتادوا عليه ..

تهم لركوب الأتوبيس ثم تتراجع فجأة لتسأل " هى الأجرة كام ".

يداهمك المرض فتعتمد على الوصفات المجربة والأعشاب مؤجلا زيارة الطبيب حتى تسوء بك الحال .

تزداد بك الحال فتبحث عن " طبيب كشفه رخيص " ولاتجرؤ  على التفكير فى طبيب " شاطر" كشفه لايتحمله دخلك المحدود .

تحمل إبنك المريض على يديك عاجزا عن ركوب التاكسى لأن أجرته لم تعد فى إمكانك.

ترتق حذائك القديم وتتحايل لارتدائه فترة أطول بعدما يصيبك أسعار الجديد منه بالصدمة  .

تدخل فى فصال جديد عليك غير محترف فيه لوفر قدر الإمكان ما استطعت من ثمن ما تشتريه .

تكتفى بتشغيل المراوح وتأبى تشغيل أجهزة التكييف حتى لاتصعقك فاتورة الكهرباء وتصيبك بانهيار .

تمتنع عن أكل اللحوم والدواجن والأسماك متنازلا عن نصيبك منها للأولاد معزيا نفسك " ياما أكلنا زمان" .

تدخل فى جدال مستمر مع الطبيب ضاغطا بكل الطرق لتقليل عدد الأدوية ليقينك أنك لن تقدر على شرائها مهما بلغت شدة مرضك .

ثم تدخل فى جدال مع الصيدلى باحثا عن البديل" الأرخص ".

تتعجب من تعثر إبنك فى دراسته رغم تفوقه فى سنوات سابقة لتكتشف حالة الإحباط التى يمر بها ليقينه أن تخرجه لايعنى سوى إضافة فرد جديد لطابور البطالة.

ترثى لحالة إبنتك وخطيبها بعدما بات مشروع زواجهما عصيا على التحقق ..

هذا هو حال ملايين الأسر التى كانت إلى وقت قريب " مستورة" لكنها بدأت تعانى ضنك العيش ويزداد بؤسها يوما بعد آخر .. تتحمل فى صبر وصمت وضيق يفوق إحتمالها وبدلا من فتح باب الأمل لها، يطالبها المسئولين بتحمل المزيد ويرى آخرون أنها راضية بتلك التضحية، ويحملها غيرهم مسئولية ماوصل إليه حالنا الذى لايسر.

كفاكم ضغطا على الشعب المطحون .. الرحمة حلوة.

مقالات اخرى للكاتب

قانون الإيجار القديم .. لغم لا يحمد عقباه